هل طفلي مصاب بالتوحد؟
هل ابني متوحد؟ هل الانعزال والانطواء هو التوحد؟ كيف أعرف أن طفلي مصاب بالتوحد؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن وتضع الإنسان في حيرة. في هذا المقال سنحاول الإجابة عن هذا السؤال المحير وشرح مجموعة من الأسباب والعوامل المتدخلة في الإصابة باضطراب التوحد.
العوامل النفسية والاجتماعية:
يرى بعض الباحثين أن هناك تنوّعًا في وجهات النظر والافتراضات التي تحاول تفسير التوحد من منظور العامل الاجتماعي كاضطراب في التواصل الاجتماعي نتيجة لظروف البيئة الاجتماعية غير الصحية التي يعيش فيها الطفل. وتنتج عنها إحساس الطفل بالرفض من قبل والديه وفقدان الأثر العاطفي منهما، مما يؤدي إلى انعزاله عن التفاعل الاجتماعي مع المجتمع المحيط به. ومن وجهة نظر النمو النفسي يُعتبر هذا الانعزال شكلًا من أشكال الفصام المبكر الذي يحدث بسبب التفاعل الأسري غير الصحي، مما يجعل الطفل أكثر انسحابًا وعدم اجتماعية.
العوامل الوراثية الجينية:
أشار بعض الدراسات إلى فرضية تقول بأنه لكي يحدث اضطراب الذاتوية، يجب أن تكون هناك حالة إصابة دماغية مرتبطة بأساس وراثي. وقد وجدت بعض الدراسات أن العامل الوراثي الجنسي الذكري يرتفع في حالات التوحد، حيث يصل إلى 16% من حالات الذكور المصابين بالتوحد. وأكدت دراسة أخرى نفس النتيجة.
العوامل الجسمية والبيولوجية:
أكدت أحد الدراسات المتعلقة بالأطفال التوحديين أن الطفل الذي يعاني من التوحد يتسم ببعض العوارض الجسمية، مثل: الشد العضلي، والتكرار، والتحكم السيء في العضلات. ويُعزى ذلك إلى اضطرابات في النظام الحركي للطفل، والتي يعود أصلها في الدماغ. كما يُشار أيضًا إلى وجود اختلالات في الجهاز الهرموني للطفل التوحدي، مما يؤثر على سلوكه واستجابته الاجتماعية.
العوامل البيئية والتعليمية:
تُرجع بعض الدراسات العوامل البيئية والتعليمية إلى تأثيرها على التوحد. ففي دراسة نُشِرَتْ في عام 2008 وأجريت على 2500 طفل توحدي، وجد الباحثون أن الطفل الذي ولد في فصل الشتاء أكثر عرضة للاضطراب، مما يشير إلى دور الظروف المناخية والبيئية في حدوث حالة التوحد. وقد أثبتت دراسات أخرى أن الطفل الذي يولد في مناطق حضرية يعاني من فرص أكبر للإصابة بالتوحد مقارنة بالأطفال الذين يولدون في مناطق ريفية. كما أن البيئة المدرسية للطفل قد تكون لها دور في حدوث التوحد، حيث أظهرت دراسة أن الأطفال الذين يدرسون في المدارس التي تقدم برامج تعليم خاصة للتوحد يظهرون نتائج أفضل وتحسنًا في تفاعلهم الاجتماعي مقارنة بالأطفال الذين يدرسون في المدارس التقليدية.
بناءً على الدراسات المتعددة والأبحاث، يُعزى حدوث حالة التوحد في الأطفال إلى مجموعة من العوامل المختلفة والمرتبطة بالعوامل النفسية والاجتماعية والوراثية والجسمية والبيئية والتعليمية. وعلى الرغم من التنوُّع في الآراء والنظريات، إلا أنه من المؤكد أن دراسة وفهم هذه العوامل يُساهم في التشخيص المبكر وتحسين فرص تحسن الحالة والتفاعل الاجتماعي للأطفال المصابين بالتوحد.
إرسال تعليق